علاج العقمعلاج العقم وتحديد أسبابه
لعلاج العقم، قد يحاول الطبيب أولاً اكتشاف أسباب العقم، ثم اختيار العلاج المناسب لتلك الأسباب.قد يستخدم الطبيب الأدوية أو الجراحة لعلاج العقم. أو قد يوصي بتقنيات الإنجاب المساعدة مثل الإخصاب في المختبر والتلقيح داخل الرحم واطفال الانابيب, إذا وجد أن العلاج بالأدوية أو الجراحة قد لا يكون كافياً لعلاج العقم ،أو إذا لم يكن من الممكن تحديد سبب واضح للعقم لدى كلا الشريكين، فمن الجدير بالذكر أن علاج العقم قد يتطلب اللجوء لاختيار العلاج المناسب اعتمادًا على عدة عوامل. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس غير قادرين على الإنجاب ،مثل طول الفترة الزمنية التي يحاولون الحمل بها ،والتفضيل الشخصي لكلا الزوجين والعمر
التثقيف والتوعية قبل علاج العقم
من المهم توعية الزوجين بالأسباب المحتملة للعقم، مثل الممارسات الخاطئة أو العوامل التي يمكن تجنبها دون الحاجة للعلاج، وتوقيت العلاقة الزوجية وعدد مراتها الذي يلعب دورًا مهمًا في عملية الإخصاب، لأن الجماع المتكرر يزيد من فرصة الحمل.بالإضافة إلى محاولة تحديد يوم الإباضة لممارسة الجماع أثناء فترة الخصوبة
فيما يلي قائمة ببعض العوامل التي قد تؤثر على الحمل
النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو نقص الوزن بمعدل غير طبيعي
ممارسة الرياضة بشكل مفرط من قبل المرأة
شرب الرجل أو المرأة للمشروبات الكحوليّة
يؤثر التدخين على عدد الحيوانات المنوية وحركتها
استخدام المزلقات أثناء الجماع. قد تؤثر بعض أنواع المزلقات على وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة
علاج أسباب العقم عند الرجال
عادة ما يحدث العقم عند الذكور بسبب مشكلة في الحيوانات المنوية ،مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية عن المعدل الطبيعي ،أو مشاكل في السائل المنوي أو مشاكل في القذف. ترتبط هذه الأسباب بأربعة أسباب رئيسية هي
قصور الغدد التناسلية الثانوي يحدث بسبب خلل في الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد في الدماغ ،وهي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تحفز الخصيتين على إنتاج هرمون التستوستيرون. يمثل هذا النوع من الاضطرابات 1-2٪ فقط من حالات العقم عند الذكور
الاضطرابات الأولية التي تصيب الخصيتين ،مثل: التهاب الخصية، ودوالي الخصية، وبعض المشاكل المتعلقة بنمو وتطور الخصيتين والتي تشكل 30-40٪ من حالات العقم عند الذكور
اضطراب نقل الحيوانات المنوية ،والذي يمثل 10-20٪ من حالات العقم عند الذكور
يكون سبب العقم بنسبة 50٪ تقريباً لأسباب غير معروفة
علاج عقم الرجال دوائياً
توجد مجموعة من الأدوية التي قد يلجأ إليها الطبيب لعلاج مشكلة العقم لدى الرجال، ومنها
هرمونات غونادوتروبين: قد يتمّ وصف شكل مُصنّع من هرمونات غونادوتروبين التي تفرزها الغدة النخامية، وتُستخدم في حال اذا كان الرجل يعاني من قصور في إفرازها من الغدة النخامية، حيث تقوم هذه الهرمونات بتحفيز الخصيتين بشكل مباشر
ناهضات مستقبلات الألفا:في حال معاناة الرجل من القذف المرتجع ،فقد يصف الطبيب السودوإيفيدرين،وهو ناهض لمستقبلات ألفا.وهي حالة تتمثل في القذف المرتجع باتجاه المثانة بدلاً من الخروج من الاحليل.تسد هذه الادوية الفتحة التي تؤدي إلى القذف الذي يحدث في اتجاه المثانة
أدوية علاج القذف المبكر وضعف الانتصاب: هناك بعض الأدوية التي تعالج سرعة القذف ،وأدوية أخرى لعلاج ضعف الانتصاب ،مثل سيلدينافيل
قد يصف الطبيب بروموكريبتين أو كابيرجولين لعلاج حالات ارتفاع مستوى البرولاكتين في الجسم. يختلف هذا العلاج تبعًا للسبب وتشمل العلاجات الطبية أن يلجأ الطبيب إلى وصف البروموكريبتين أو الكابيرجولين. وقد يتم اللجوء الى الجراحة أو العلاج الإشعاعي
المضادات الحيوية: يمكن وصف المضادات الحيوية في حالة الإصابة بعدوى في الجهاز التناسلي للرجل ،ومن المهم الإشارة إلى أن المضادات الحيوية تستخدم إذا كانت العدوى المنقولة جنسياً تؤثر على الخصوبة ،لكنها في الغالب لا تكفي لعلاج العقم. في حالة العدوى التناسلية ،تسبب هذه الحالة انسداد في الأنابيب التي تحمل السائل المنوي أو الحيوانات المنوية ويحتاج الرجل إلى جراحة لازالة الانسداد
علاج عقم الرجال جراحياً
هناك العديد من العلاجات الجراحية التي يمكن استخدامها لعلاج العقم عند الذكور. بعضها يشمل
عمليات ازالة الانسداد الذي يعيق خروج السائل المنوي:إذا كان الانسداد يمنع الحيوانات المنوية أو السائل المنوي من مغادرة الجسم ،فقد يخضع لعملية جراحية لإزالته.قد يكون الانسداد ناتجًا عن إصابة أو عدوى في الجهاز التناسلي أو غير ذلك
العلاج الجراحي لدوالي الخصية: لا ينصح عادة بإجراء عملية جراحية لعلاج دوالي الخصية ،إلا في الحالات الشديدة التي يعاني فيها الشخص من تكوين دوالي كبيرة في الخصيتين أو عوامل أخرى تعيق الخصوبة. حيث يتم استئصال الأوردة المسببة للمشكلة ، قد لا تكون هذه العملية كافية لاستعادة الخصوبة الطبيعية للرجل في بعض الحالات ،خاصة في حالة المعاناة من دوالي الخصية لفترة طويلة وعدم تلقي العلاج المناسب. وذلك في حالة حدوث ضرر دائم في الخصيتين
استخراج الحيوانات المنوية جراحيًا:يمكن استخراج الحيوانات المنوية من الرجل جراحيًا لاستخدامها من خلال تقنيات الإنجاب المساعدة ،ويتم هذا الإجراء الجراحي في بعض الحالات،مثل: اذا كان الرجل يعاني من انسداد في الجهاز التناسلي ،أو وجود عيب خلقي منذ الولادة،مثل: الذكور المولودين بدون وجود الأسهر وهي المسؤولة عن نقل الحيوانات المنوية من الخصيتين
علاج أسباب العقم عند النساء
علاج العقم عند النساء يعتمد على سبب العقم.قد يكون العقم ناتج عن مجموعة متنوعة من الأسباب ،مثل: تقدم العمر ،واضطرابات التبويض مثل التي تنتج بسبب متلازمة تكيس المبايض،وانسداد قناتي فالوب, والتي قد تكون ناجمة عن إصابة سابقة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً مثل: السيلان والتهاب الحوض ،حيث يؤدي الانسداد إلى عدم قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة أو فشل البويضة في الوصول إلى الرحم للزرع، في بعض الحالات ،يمكن أن تسبب الأورام الليفية الرحمية العقم عند بعض النساء. لا يزداد خطر الخصوبة إلا في حالة الأورام الليفية تحت المخاطية التي تنمو إلى الداخل من بطانة الرحم. ومن أسباب العقم عند النساء أيضًا نمو سلائل بطانة الرحم، وانتباذ بطانة الرحم ،والذي يُعرف بين الناس باسم ببطانة الرحم المهاجرة
علاج عقم النساء دوائياً
العلاج الدوائي المتمثل بأدوية الخصوبة هو العلاج الأساسي المستخدم لاستعادة الخصوبة الطبيعية لدى النساء اللواتي يعانين من العقم نتيجة اضطراب في عملية الإباضة ،ومعظم هذه الأدوية تعمل بشكل مشابه لهرمونات الجسم الطبيعية المسؤولة عن تحفيز الإباضة. يتم استخدام الأدوية التالية
عقار كلوميفين : يحفز عقار كلوميفين إنتاج الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون اللوتيني من الغدة النخامية ،والذي بدوره يحفز الإباضة
وهو نفس العقار المستخدم في بعض حالات العقم عند الذكور. عند استخدامه للنساء ،فإنه يحفز المبايض على إنتاج المزيد من البويضات بشكل مباشر بدلاً من تحفيز إفراز الهرمونات المنشطة من الغدة النخامية بشكل غير مباشر
الميتفورمين: يوصف الدواء لامرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض ولديها مقاومة للأنسولين. والذي يعمل على تنظيم الدورة الشهرية وعملية الاباضة عند النساء أيضًا. يمكن أيضًا استخدام عقار تاموكسيفين لتحفيز الإباضة عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض
مثبطات الأروماتاز: في بعض الحالات،يمكن استخدام أحد مثبطات الأروماتاز مثل دواء ليتروزول في حال عدم نجاح العلاج بالكلوميفين
دواء برومويكبين أو كابارجولين:يستخدم إذا كان سبب العقم عند النساء هو فرط البرولاكتين
علاج عقم النساء جراحياً
قد تحتاج بعض حالات العقم عند النساء إلى اللجوء إلى بعض العلاجات الجراحية، ومن الجدير بالذكر أن اللجوء إلى الجراحة للعلاج هو نادر الحدوث، لان احتمالية نجاح الحمل عن طريق تقنيات الإنجاب المساعدة مثل أطفال الأنابيب تكون عالية. على أي حال ،يمكن وصف الخيارات الجراحية المتاحة على النحو التالي
الجراحة من خلال البطن أو الرحم:يهدف هذا النوع من الجراحة إلى التخلص من الاضطراب أو المشاكل في الرحم أو الحوض، ومن أجل زيادة فرصة الانجاب، وغالبا ما يتم تنفيذها من خلال جراحة تنظيرية بسيطة، وفقا للمشكلة الصحية التي تعاني منها المرأة, بعض المشاكل الصحية التي يمكن علاجها من خلال هذا النوع من الجراحة هي
الانتباذ البطانيّ الرحميّ
إزالة الأورام الليفية تحت المخاطية
متلازمة تكيّس المبايض
سلائل الرحم
تصحيح بعض التشوهات الخلقيّة في الرحم
إزالة التصاقات تشكلت في الحوض أو الرحم
عمليّة لتصحيح انسداد قناة فالوب: يعتمد إجراء هذه العملية على شدة الحالة وما إذا كانت في إحدى قناتي فالوب أو كليهما, إذا كان الانسداد في إحدى قناتي فالوب فقط, وإذا كان هناك تراكم للسوائل في القناة المعروف باسم موه البوق ،يتم إجراء تنظير البطن أو تنظير الرحم لإزالة القناة أو لفصلها عن الرحم, اما في حالة انسداد القناتين ،يتم استخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب عادةً
التقنيات المساعدة على الإنجاب
هناك عدد من تقنيات المساعدة على الإنجاب التي يمكن استخدامها لعلاج العقم وهي شائعة جدًا في علاج العقم ،بما في ذلك
الحقن داخل الرحم
في عملية الحقن داخل الرحم، يتم الحصول على السائل المنوي للرجل أولاً. يتم بعد ذلك غسل السائل المنوي بمحلول مناسب لا يؤثر على الحيوانات المنوية أو البويضة ،ويتم فصل الحيوانات المنوية السليمة عن الحيوانات المنوية الضعيفة وحقنها في رحم المرأة باستخدام إبرة خاصة لزيادة فرص اخصاب البويضة والحمل ،وهذه العملية يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات ،مثل: انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل أو اضطراب في حركتها ،وعدم القدرة على الانتصاب عند الرجل ،و اذا كان الرجل يعاني من مشكلة القذف الرجعي ،أو المرأة التي تعاني من تندب أو تشوه في عنق الرحم. وتجدر الإشارة إلى استخدام عملية التلقيح الاصطناعي في بعض الحالات بالتزامن مع استخدام أدوية الخصوبة أو زيادة الإباضة لزيادة فرصة الحمل
طفل الأنابيب
يمكن أن تحدث عملية أطفال الأنابيب أو التلقيح الاصطناعي على عدة مراحل.خلال المرحلة الأولى ،يتم تحفيز الإباضة عند المرأة باستخدام أدوية تنشيط التبويض المذكورة سابقًا.ثم يتم اخذ السائل المنوي للرجل وعدة بويضات منها خلال فترة التبويض.ثم يتم عزل الحيوانات المنوية السليمة والبويضات السليمة, ليتم جمعها في المختبر في ظل ظروف مناسبة لحدوث الاخصاب. أو قد يتم حقن الحيوانات المنوية في البويضة مباشرة في بعض الحالات ،وبعد حدوث الاخصاب بمدة تتراوح من 1 إلى 5 أيام ،يتم إعادة زرع البويضة الملقحة في الرحم لتسهيل الحمل. يستخدم هذا العلاج لعدد من الأسباب المختلفة ،مثل: اضطرابات قناة فالوب ،وانتباذ بطانة الرحم ،والعقم الحاد عند الذكور.وتجدر الإشارة إلى أن هناك تقنيات مساعدة أخرى يمكن استخدامها في حالات اطفال الانابيب ،مثل: الفقس المساعد. فبعد 5-6 أيام من وقت الإخصاب يخرج أو يفقس الجنين من المنطقة الشفافة ،وهو الغشاء الرقيق الذي يحيط به،وينغرس في بطانة الرحم. وتقنية الفقس بالمساعدة الطبية تتمثل بثقب المنطقة الشفافة للبويضة الملقحة في المختبر قبل نقلها إلى الرحم مما يسهل انغراسها في بطانة الرحم. يتم ذلك في حالات محددة مثل:الخضوع للعديد من عمليات أطفال الانابيب في وقت سابق وفشلها ،أو عند تقدم المرأة في السن. هذه التقنية مفيدة أيضًا في الحالات التي يتم فيها تجميد بويضات المرأة لاستخدامها في وقت لاحق ،حيث يمكن أن يؤدي تجميد البويضات إلى تصلب المنطقة الشفافة
حقائق حول الخصوبة والعقم
لفهم أسباب العقم وكيفية علاج كل حالة لا بد من توضيح الخصوبة الطبيعية عند الرجل والمرأة على حد سواء
خصوبة المرأة:تحفز تحت المهاد الغدد النخامية على إفراز الهرمونات المعروفة باسم الجونادوتروبين.التي تحفز الإباضة في كل دورة شهرية, إذا تم تخصيب هذه البويضة بواسطة أحد الحيوانات المنوية للرجل ،فإنها تنتقل إلى بطانة الرحم ثم يتم زرعها هناك. في حالة حدوث أي مشكلة في قدرة البويضة على الانتقال إلى الرحم أو الانغراس فيه ،فقد يتسبب ذلك في إصابة المرأة بالعقم
خصوبة الذكور: تحفز منطقة ما تحت المهاد في الدماغ الغدة النخامية على إفراز الجونادوتروبين ،والتي بدورها تحفز إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين ،وهو أمر ضروري لإنتاج الحيوانات المنوية. تنتقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى البربخ. قبل القذف ،تمر الحيوانات المنوية عبر الأسهر لتدخل القناة الدافقة،حيث يتكون السائل المنوي من قبل الحويصلات المنوية والبروستاتا. وبعد القذف في مهبل المرأة، يسافر الحيوانات المنوية من خلال عنق الرحم والرحم للوصول إلى أنبوب الفالوب الذي تكون فيه البيوضة عادة. وبذلك يمكن القول أن خصوبة الرجل تتطلب من الخصيتين إنتاج حيوانات منوية سليمة قادرة على المرور إلى السائل المنوي ،وأن يكون السائل المنوي يحتوي على أعداد جيدة منها،وأن الحيوانات المنوية فعالة وقادرة على الحركة وتخصيب البويضة